السبت، 27 أبريل 2013
8:36 ص

لعله خير




كم مرة حصل معنا موقف معين، حاولنا أن نحقق به هدف ما، ولم يحصل؟ وأحزننا ذلك، وبعد فترة، أرانا الله وبصرنا أن ذلك هو الخير بعينه، فقلنا “الحمدلله أن هالشي ما صار، ولا جان هذا ما صار!!!” (الحمدلله أن كذا لم يحصل وقتها، ولو حصل لن يكون لهذا الأمر أن يحدث الآن)
أوه عدة مرات صح!!!
بشر، ضعفاء، نصر على ما نريد، نسعى ونبذل ونفعل ولا  تحصل النتيجة التي نريد، أيا كان هذا البذل وأيا كان حجم الهدف وأيا كان نوعه أو مجاله، فسبحان الله.
من رحمة الله بنا أن جعل الغيب بيده، وقال لنا أنه قريب منا ندعوه فيستجب لنا، رب عظييييييم سبحانه. فلو كنا نعلم الغيب لاضطربت حياتنا، والحمدلله أن ملك الملوك الذي يعرف ماذا سيحصل وعندما يحصل كيف ستكون الأمور، هو من بيده أمورنا كلها، الحمدلله!!!
كلمة، عبارة، جملة، عقلية، فكرة، أو سمّها ما تريد؛ “لعله خير”، هي من أروع وأفضل الكلمات، التي تجعلك تشعر بالراحة في قلبك وبالطمأنينة، وتعينك على التوكل على الله، وعلى زيادة ثقتك فيه، وعلى الرضا بما يقدر ويكتب لك، ومن منا لا يريد أو لا يبحث عن راحة قلبه؟؟ كلنا!! كل ما نفعل في الحياة هو من أجل راحة قلوبنا، وثقتنا أن الجبار والقوي والملك يعلم الخير لنا فيقدره لنا كفيلة بغسل قلوبنا وزيادة حبنا وتعلقنا بربنا.
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، لكن الولد الذي يعلم أن كل أموره بيد والدته وهي سترى وتقرر ما هو الأفضل له وتختاره، هل يقلق؟ أم يشعر بالطمأنينة؟
قد تسعى في مشروع معين، وتحاول وتبذل وتبذل ولا  ينجح هذا المشروع. تحاول كل ما بوسعك ولا  يحصل ما تريد، قد يكون ذلك هو الخير لك دون أن تعلم، ومن ثم تكتشف بعدها أن هذا المشروع ليس هو ما تريد فتحمد الله أنك لو توفق فيه وقتها. أو تتوكل على الله وتبذل وتستعين به، ويفتح لك أبوابا بعد أن كانت مغلقة في فترة منذ بدايتك المشروع، وتكون قد تعلمت الكثير وكسبت الخير في هذه الفترة، فتعلم أن تأخير التوفيق هو الخير بعينه.
وقد يختبرنا الله في تأخير الرزق (الرزق هو المال، الخبرة، العلم، كل شيء تحصل عليه ملموس أو غير ملموس هو رزق) ليرى هل نستسلم أم نستمر في السعي مستعينين به؟ وفي كل الحالات هو خير لنا ولميزان أعمالنا والاهم؛ تنقية قلوبنا.
حتى لو ذهبت للسوق ووجدت المحل الذي تريده مغلق، قل لعله خير. قد؛ لا قدر الله يحدث لك ما لا تريد لو كان مفتوحا فمن لطف الله وجدته مغلقا. قد لا تجد ما تريد، مثلا.
عندما تعود نفسك على هذه العقلية، تجد روحك مطمئنة، واثقة، لا تقلق كما يقلق الكثير من الناس. وتشعر أيضا أنك ناضج تعلم أن هذا لم يحصل لخير علمته أو لم أعلمه. وإن لم تشعر بالرضا ادع الله أن يرضيك، قل يارب رضني، وعندما يرضيك الله يحبك ويعوضك، رب كريم. وقد تدعو الله باسمه البصير أن يبصرك أين الخير في أمورك، ما حصل منها وما لم يحصل.
إستعن بالله وتوكل عليه واسعَ لتحقيق أهدافك، وإن لم يحصل أمر قل لعله خير، واستمر بطلب الخير والعون من الله، وتيقن أن النتيجة بعد ذلك هي دائما “الخير”.

0 التعليقات:

إرسال تعليق