السبت، 27 أبريل 2013
8:58 ص

هل يجرحك الناس؟


كلنا بشر، لدينا قلب ونحس ونشعر. صح؟



تذكر هذه النقاط التالية الهامة، وعوّد نفسك عليها، حتى يتشربها عقلك، فتتحسن علاقاتك، وتعرف كيف تتعامل مع نفسك عندما تسمع كلمة جارحة أو مؤلمة. وكلنا نريد أن نرتاح ونشعر بالحب والودّ والسعادة، أليس كذلك؟

سنقسم النقاط على أكثر من تدوينة حتى يتسنى لك الاستيعاب والتطبيق لأن عرضها مرة واحدة قد لا ينفعك. ولا يوجد ترتيب معين للنقاط هي حقائق فيما يخص النفس البشرية.

أولا، البشر مختلفون

 ما مررت به أنت وما تربيت عليه يختلف عما مرّ به صديقك وما تربى عليه، أو مديرك  في العمل، أو عميل لديك، أو أي شخص آخر لا تعرفه. وما تربينا عليه وما رأيناه في حياتنا من تجارب ومواقف وأناس وأهل وأصدقاء وكلمات ومسلسلات ورسائل وكل شيء يمر علينا، حسبما يتكرر علينا وحسب مصدره، يشكّل ما يدور في عقولنا، وما يدور في عقولنا يشكل ويحدد نظرتنا لأنفسنا، ونظرتنا لأنفسنا تحدد طريقة تصرفاتنا مع أنفسنا والآخرين.

فعندما يتصرف أي أحد فهو يعبر عن نفسه أكثر مما يعبر عنك. لأن كل ردة فعل من أي شخص متعلقة به هو وليس بك أنت. فلا تحزن، ولا تقلق، وتذكر هذه الحقيقة النفسية، وهي أساس الفكرة التي تقول: لا تأخذ الأمور بشكل شخصي. (طبعا هنا نتحدث عن العلاقات عموما ولا نتحدث عن سارق أو قاطع رقبة يشتكي من جرح الناس له أو وصفهم إياه بالسارق أو القاتل. وجب التنويه)

الزاوية التي يرى بها الناس الأمور تعتمد على ما في عقولهم من أفكار ووجهات نظر وخبرات. لذلك عندما يحصل موقف معين بينك وبين أحدهم ويفسره الآخر بشكل خاطئ (بالنسبة لك هو خاطئ أما بالنسبة له فهو صحيح. وما نراه نحن نتصور أنه صحيح) ويتكلم معك بناء على تفسيره هوُ، لذلك قد يسمعك كلاما لا يعجبك فتشعر بالحزن.

 

طبعا عموما نلجأ إلى توضيح الأمور بالنسبة لمن التبست عليه حسب الموقف وحسبما يستعدي، لكن التوضيح والتبرير والتفسير لا يكون هو أساس التعامل مع الآخرين، بل حسب الموقف وحسب الأشخاص في هذا الموقف، لا يوجد قاعدة عامة لكن حكم عقلك ومع الخبرة ستعرف متى تبرر ومتى لا. لكن بشكل عام وخاصة مع عامة الناس اترك التبرير فهو ضعف في الغالب.

احيانا توضح لكن يصر من أمامك على فهمه هو، انتهينا، لا تتعب نفسك وتحزن وتتضايق لأن القاعدة تقول: لا تستطيع تغيير الآخرين، تستطيع فقط أن تؤثر عليهم ولن يتغيروا إلا إذا رغبوا هم شخصيا بذلك. ارتح وريح قلبك الطيب، لا تحمل همّ تغيير الآخرين.

طيب، ماذا لو كان هذا الفهم الخاطئ جارح؟ ماذا أفعل؟

هناك بعض الأمور تحصل في الحياة تجرحنا بكل تأكيد، لأنا بشر ورقيقين قلبنا طيب مرهف الحس، طبيعي، شجع نفسك وقوّها في كل مرة، واصبر، وتحمل، وعليك بترك الأمر ونسيناه. هذا هو الحل. نسيان الأمر وباللغة الانجليزية

Let Go

أحيانا يكون الحل الوحيد مؤلم، لكن هذا هو الحل، ويجب أن نتذكر أن هدفنا أن نسعد في الحياة، ولتحقيق هذا الهدف يجب فعل النسيان وترك الأمر يخرج منا.

حاول قدر استطاعتك، وادعُ الله أن يعينك على ذلك لو حصل لك مثل هذا الموقف، فلن تجد غير الله معينا.

ثانيا الداخل انعكاس للخارج

قاعدة بسيطة لكنها مهمة في التعامل مع الذات ومع الآخرين، وفيها تجسيد عظيم لما روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: (لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً(

لماذا؟

نفسيا، عند غالب البشر، عندما يكونوا يمروا بضيق أو بشيء مؤلم في نفوسهم، يكون تعاملهم مع الآخرين غالبا مخالف لعادتهم، قد تكون عادتهم طيبة وجيدة مع الناس، لكن بفترة هذا الشعور، تجدهم قاسيين بعض الشيء، أو يقولوا كلمات جارحة، أو كلمات مؤلمة، أو نحوه. حتى غالبا ما يصدم البشر من بعض أهلهم أو أصدقائهم، لماذا؟ الصدمة لا تحدث إلا عند عدم التوقع، وعدم التوقع يعني أنهم لم يعتادوا هذا الإسلوب من هذا الشخص، فجاء فجأة منه فشعروا بالصدمة ومن ثم الحزن. وهنا سبب منطقي أن الأمر العارض أو التصرف العارض من أي شخص (عارض يعني ليس هذا اسلوبه دائما) يعني أن هناك خلل قد حصل له أو في قلبه. لذلك علينا هنا أن نتحلى بالتسامح ونخرج طاقة قلبنا الكبير الذي نحمله بين جنبينا في أن نعذرهم. لأنا لا نعرف ظروف الناس ولا نعرف ما يمروا به، حتى أحيانا القريبين منا لا نعرف ما مروا به في عملهم أو في قلبهم أو في أي زاوية من زوايا حياتهم، خاصة وان معظم البشر في مجتمعاتنا يلجأون إلى كتمان مشاعرهم ولا يعبرون عنها.

تذكر نقطة هامة جدا فيما يخص التعامل مع نفسك عندما تنجرح:

نحن بشر

لنا الحق في الشعور بالحزن أو الضيق

هذا أمر طبيعي

لا تقلق و تحرم نفسك منه

المهم هو أن تهتم بنفسك في هذه الفترة

فتتعرف على سبب هذا الشعور

وتجعله يخرج وينتهي منك، يعني تسمح لنفسك بالمرور به

وتتحدث منطقيا مع نفسك لتتناقش معها وتعرف السبب وتطمئنها وتطبطب عليها

فتذكر أن القضية ليست بالشعور بالحزن أو الجرح، بل بالمدة التي يستمر بها هذا الشعور، وماذا فعلت به أو معه أو من أجله لكي تنهيه؟

تذكر النقطتين الهامتين المذكورتين أعلاه، وعوّد نفسك عليهم، في البداية ستحتاج جهدا وتركيزا لكن مع الوقت سيصبحون من الاعتقادات والأفكار المزروعة في عقلك والتي تتصرف بناء عليها، والهدف في النهاية راحتك.

سنتحدث بتدوينات قادمة عن نقاط أخرى.

ماذا جربت من هذه النقاط؟ هل حصل معك موقف وطبقت شيء منهم وشعرت بالارتياح؟ هل لديك أمثلة أو نقاط تدعم هذه النقاط لتساعد القراء بها؟ اكتب أدناه وشاركنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق